«المصرية السويسرية» تشارك في مؤتمر IAOM 2025.. وتوضح تحديات تجارة الحبوب وفرص النمو العام المقبل
«المصرية السويسرية» تشارك في مؤتمر IAOM 2025.. وتوضح تحديات تجارة الحبوب وفرص النمو العام المقبل
شارك المهندس أحمد السباعي، المدير العام لمجموعة المصرية السويسرية للمكرونة والطحن والمركزات، متحدثًا في فعاليات المؤتمر السنوي الخامس والثلاثين لـ مؤتمر IAOM لمنطقتَي الشرق الأوسط وأفريقيا، المقام في مدينة جدة بالسعودية خلال الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر الجاري، تمثّل خطوة مهمة تعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في منظومة تجارة الحبوب العالمية.
وأوضح “السباعي”، خلال كلمته متحدثًا بجلسات المؤتمر، أن المشاركة تأتي في توقيت يشهد تغيرات عميقة في السوق الدولية، ما يجعل الحوار الفني بين الشركات العالمية ضرورة لتعزيز استقرار الصناعة وتطوير آليات إدارة المخاطر.
وقال السباعي إن المؤتمر ناقش التحولات الهيكلية في سوق الحبوب، والتغيرات في سلاسل الإمداد، والتقلبات في الأسعار العالمية، وتأثيراتها المباشرة على قطاع الطحن والتصنيع الغذائي في المنطقة.
وأشار السباعي إلى أن سوق الحبوب في الشرق الأوسط وأفريقيا يمر اليوم بمرحلة حساسة تتطلب استعداداً مختلفاً من الشركات، في ظل التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، والتغيرات المناخية التي أثّرت على حجم وجودة المحاصيل في الأسواق المصدّرة.
وأضاف أن قطاع الطحن، باعتباره أحد أهم الصناعات الغذائية الاستراتيجية، بات بحاجة إلى تبنّي أدوات متطورة لإدارة المخاطر وتنويع الموردين وتحسين منظومات التخزين، حتى يظل قادراً على تلبية الطلب المتنامي وضمان جودة المنتج النهائي للمستهلك.
وفي هذا السياق، لفت السباعي إلى أن قدرات الصوامع والسعة التخزينية أصبحت أحد الملفات الجوهرية التي يجب التعامل معها بجدية أكبر، موضحاً أن عدم الفصل بين درجات القمح داخل الصوامع يؤدي في أحيان كثيرة إلى تفاوت ملحوظ في مستويات البروتين، حتى داخل الشحنة الواحدة.
وشدد على ضرورة تطوير أنظمة الفصل والتخزين بما يضمن ثبات الجودة في المنتج وضمان الحصول على مستويات البروتين المطلوبة بدقة وعدم وجود أكث من مستوى في الشحنة الواحدة.
وتطرق السباعي إلى وضع السوق المصري، موضحاً أن ما بين 80% و90% من واردات القمح لمصر تأتي من منطقة البحر الأسود، وهو ما يجعل الأسعار في هذا السوق غير مرتبطة بالبورصات العالمية.
وأشار إلى أن البحر الأسود يُعد «سوقاً فعلياً للسلعة» وليس سوق عقود مستقبلية، وهو ما يجعل التنبؤ بالأسعار أمراً صعباً، ويُحتّم على الشركات تطوير أدوات مهنية لإدارة المخاطر وتنويع مصادر التوريد عند الضرورة.
وأكد أن هذا الواقع يشكل تحدياً لصناع القرار، لكنه في المقابل يفتح المجال أمام فرص جديدة في أسواق التحوط، وعقود الشراء المتقدمة، وبناء شراكات طويلة الأمد مع الموردين العالميين.
وقال السباعي خلال جلسة IAOM 2025، إن منظومة تجارة الحبوب تشهد تغيرات متسارعة، بدءاً من تأثير التغير المناخي على المحاصيل في عدد من الدول، وصولاً إلى زيادة الطلب في أفريقيا والشرق الأوسط، وظهور موردين جدد في السوق العالمية، إلى جانب المنافسة المحتدمة بين المطاحن الإقليمية على مصادر مستقرة وآمنة للإمداد.
وأكد المدير العام للمصرية السويسرية أن مشاركة الشركة في هذا المؤتمر تأتي في إطار دور مصر المركزي في تجارة الحبوب، باعتبارها واحدة من أكبر الدول المستوردة للقمح عالمياً، ولاعباً أساسياً في منظومة التصنيع الغذائي.
وأضاف أن حضور الشركات المصرية في المؤتمرات الدولية الكبرى أصبح ضرورة لنقل صوت الصناعة الوطنية، والمساهمة في صياغة رؤية متوازنة لطبيعة التحديات الإقليمية، وبناء شبكة علاقات وشراكات تدعم استدامة الإمدادات وتنافسية القطاع.
واختتم السباعي حديثه بالتأكيد على أن مؤتمر IAOM 2025 في جدة يمثّل فرصة مهمة لصنّاع الحبوب والمطاحن ومورّدي المعدات والخبراء لتبادل المعرفة، واستكشاف أحدث التطورات في تكنولوجيا الطحن، وتعزيز التعاون بين الشركات الإقليمية والدولية، ودعم استقرار منظومة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وأفريقيا.


















