في جلسة حوارية افتراضية… خبراء يكشفون تأثير الأصول غير الملموسة على تقييم الشركات في المنطقة
عُقدت يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 جلسة حوارية افتراضية بعنوان “التقييم في عصر الأصول غير الملموسة”، نظّمتها الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار (CFA Society Egypt) بالتعاون مع المجلس الدولي لوضع معايير التقييم (IVSC)، وبدعم من معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA Institute) والهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين (TAQEEM).
واستهل الجلسة أشرف الخطيب، CFA، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، مؤكداً أن الأصول غير الملموسة – مثل البيانات والتكنولوجيا والعلامات التجارية والرخص – أصبحت المحرّك الرئيسي للقيمة السوقية للشركات، خاصة في القطاعات القائمة على الابتكار والمعرفة. وأشار إلى التحديات التي تواجه المؤسسات في تقييم هذه الأصول، إلى جانب الفرص الكبيرة التي تتيحها للإدارة الفعالة للقيمة.
وتناول المتحدثون خلال الندوة حالات عملية لتقييم الأصول غير الملموسة، ودور الحوكمة في التأثير على نتائج التقييم، إضافة إلى أهمية تبني معايير التقييم الدولية (IVS) كإطار مهني يساعد على توحيد منهجيات التقييم وتعزيز موثوقية النتائج.
وخلال الجلسة، أوضح أحمد كردي، CFA، مدير قسم أبحاث الأوراق المالية في صندوق الاستثمارات العامة، أن الحوكمة أصبحت عاملاً مباشراً في تحديد مستويات المخاطر وتكلفة رأس المال، وبالتالي في تقييم الشركات. وأضاف أن الشركات ذات الهياكل الحوكمية القوية غالباً ما تحظى بتقييمات أعلى نتيجة انخفاض المخاطر وتحسن كفاءة الإدارة، مشيراً إلى أن تأثير الحوكمة يظهر إما من خلال خفض معدل الخصم أو تحسين توقعات التدفقات النقدية المستقبلية. كما لفت إلى أن تبني معايير الاستدامة (ESG) أصبح مساهماً أساسياً في خلق قيمة طويلة الأجل، مستشهداً بتجربة “أرامكو” في تقنيات احتجاز الكربون كأحد الأصول غير الملموسة الداعمة للتقييم المستقبلي.
من جانبه، أكد عمرو حسين الألفي، رئيس استراتيجيات الأسهم في ثاندر لتداول الأوراق المالية، أن جوهر التقييم هو قدرة الشركات على توليد تدفقات نقدية مستقبلية، بغض النظر عن طبيعة أصولها. وأشار إلى أن الفصل بين الأصول الملموسة وغير الملموسة ليس دائماً عملياً، نظراً لتكاملهما في قطاعات عديدة، لافتاً إلى أن دقة تقييم الأصول غير الملموسة تتضح بشكل أكبر عند تنفيذ صفقات استحواذ تستهدف أصولاً بعينها.
بدوره، شدد مصطفى القليوبي، المدير الإقليمي لمجلس معايير التقييم الدولية في الشرق الأوسط وأفريقيا، على أن القيمة السوقية لأي صفقة استحواذ تعتمد على مجموع الأصول الملموسة وغير الملموسة، إلا أن الأصول غير الملموسة باتت تمثل وزناً متزايداً في التقييمات الحديثة. وبيّن أن معايير التقييم الدولية (IVS) توفر إطاراً متكاملاً لتقييم هذه الأصول باستخدام مناهج الدخل والسوق والتكلفة، إضافة إلى نماذج تطبيقية مثل الإعفاء من رسوم الملكية الفكرية، والإيرادات الزائدة، وتكلفة الاستبدال. كما أكد أن المعايير المحاسبية الدولية (IFRS) تلزم الشركات بفصل الأصول غير الملموسة عند تنفيذ صفقات الاستحواذ، وتحديد عمرها الإنتاجي وإجراء اختبارات الاضمحلال الخاصة بها.
وشهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من الحضور الذين طرحوا العديد من الأسئلة حول تحديات تقييم الأصول غير الملموسة وطرق دمجها في النماذج المالية الحديثة.
وتأتي هذه الجلسة ضمن جهود الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار لتعزيز المعرفة المهنية في قطاع التقييم والاستثمار، وإثراء النقاش حول التطورات المتسارعة في أساليب قياس القيمة في
الأسواق المالية.





















