سي نيوز

الأخبار أينما كنت

بنوك وبورصة

خبيرة أسواق: 2025 من أقوى الأعوام أداءً بالبورصة المصرية… و2026 أفضل

قالت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال، إن عام 2025 كان عامًا جيدًا للبورصة المصرية بصورة عامة، مع تسجيل أداء قوي في عدد من القطاعات، رغم اختلاف وتيرة الحركة خلال فترات العام، خاصة في الأشهر الأخيرة.

 

وأضافت زيدان في تصريح خاص لـ ” سي نيوز عرب” ، أن قطاع البنوك كان من أكثر القطاعات تحقيقًا للمكاسب خلال العام، مؤكدة أنه القطاع الأبرز الذي دعم صعود المؤشر الرئيسي، في ظل تحركات سعرية قوية لمعظم أسهمه. وأشارت إلى أن باقي القطاعات لم تكن بنفس القوة طوال العام، معتبرة أن السوق شهدت أداءً جيدًا باستثناء آخر ثلاثة أشهر، التي غلب عليها طابع المضاربات بشكل واضح.

وأوضحت زيدان، أن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت تركيزًا أكبر على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، نتيجة دخول استحواذات ملحوظة من مستثمرين مصريين وعرب، خاصة أن كثيرًا من هذه الأسهم كانت تتداول عند مستويات سعرية متدنية للغاية، ما ساعد على تحقيق طفرات سعرية قوية وسريعة.

وبالنسبة إلى القطاع العقاري، أوضحت خبيرة أسواق المال أنه شهد نشاطًا ملحوظًا خلال عام 2025، إلا أن الحركة لم تكن عامة على جميع الأسهم بنفس القوة، مشيرة إلى أن بعض الأسهم تحركت بشكل نسبي، في حين أن المؤشر العام ظل عند مستويات سعرية قريبة من نفس النطاقات، ما حدّ من اتساع الصعود داخل القطاع بالكامل.

وعن قطاع السياحة، أكدت دعاء زيدان أنه كان من القطاعات التي حققت أداءً قويًا خلال العام، خاصة أن التوقعات الإيجابية كانت واضحة منذ الربع الأول. وأشارت إلى أن بعض الأسهم السياحية حققت ارتفاعات تجاوزت 100%، لافتة إلى أن إحدى الشركات حققت صعودًا بنحو 60%  كما سجلت أسهم أخرى  تجاوزت 100%. لكنها نبهت في الوقت ذاته إلى أن عدد أسهم قطاع السياحة محدود، ما يجعل الحركة فيه أكثر عرضة للمضاربات مقارنة بالقطاعات الأكبر.

وفيما يتعلق بقطاع البنوك مرة أخرى، شددت زيدان على أن معظم أسهم القطاع تحركت بصورة جيدة، معتبرة أن أحد الأسهم القيادية كان المحرك الرئيسي لصعود المؤشر، بعدما ارتفع من نحو 77 جنيهًا إلى قرابة 120 جنيهًا قبل التوزيعات، وهو ما يعكس القوة النسبية لهذا القطاع خلال 2025.

كما رأت أن أفضل قطاعات العام تمثلت في قطاع البنوك، إلى جانب قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، وخاصة الشركات التكنولوجية والخدمية مثل شركات الدفع الإلكتروني، التي واصلت النمو حتى في الفترات الأخيرة من العام.

وعن توقعاتها لعام 2026، قالت دعاء زيدان إن هذه القطاعات مرشحة لمواصلة الصعود، مدعومة بـنتائج الأعمال القوية وتحسن مكررات الربحية، مشيرة إلى أن الأسمدة قد تبدأ في التحرك مجددًا خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تطورات ملف الغاز، بعدما شهدت هدوءًا نسبيًا في الفترات السابقة.

وأوضحت أن خفض أسعار الفائدة خلال الفترة الأخيرة كان له تأثير واضح على زيادة أعداد المتعاملين في السوق، حيث ارتفعت نسب فتح الحسابات والتكويد بشكل ملحوظ، خاصة في الشهر الأخير من العام.

وأضافت أن استمرار خفض الفائدة خلال 2026 من شأنه جذب شرائح جديدة من المستثمرين الباحثين عن بدائل استثمارية ذات عائد أعلى من الشهادات البنكية.

وفيما يخص توجهات المستثمرين الجدد، أشارت إلى أن بعضهم يتجه إلى صناديق الاستثمار، لكن الغالبية تبحث عن عوائد أعلى، ما يدفعهم للاهتمام بأسهم الشركات وإدارة المحافظ، خاصة في ظل الرغبة في تحقيق أرباح تفوق العوائد التقليدية.

وحول أسهم القيمة، توقعت زيدان أن يشهد الربع الأول من 2026 تحركات إيجابية في هذا النوع من الأسهم، بعد فترة من الضغوط خلال الربع الأخير من 2025، مرجعة ذلك إلى دخول صناديق جديدة مع بداية العام، إلى جانب توجه صناديق تابعة للدولة وشركات التأمين لزيادة نسب استثماراتها في الأسهم ضمن محافظها.

كما توقعت أن تشهد الأسهم المالية وأسهم القيمة إقبالًا أكبر باعتبارها ملاذًا استثماريًا خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب استمرار التوقعات الإيجابية لقطاع السياحة، رغم محدودية عدد أسهمه وارتفاع درجة المضاربة عليه.

وتطرقت خبيرة أسواق المال إلى قطاع الأسمنت، مشيرة إلى أنه قد يستفيد من الطفرات المتوقعة في الأعمال والمشروعات، موضحة أن حجم النشاط التنفيذي خلال الربع الأول أو النصف الأول من 2026 سيكون عاملًا حاسمًا في تحديد مسار القطاع.

وعلى صعيد السيولة وأحجام التداول، أكدت زيدان أن الأداء الإيجابي مرشح للاستمرار خلال 2026، مع توقعات بزيادة ساعات التداول وارتفاع نسب السيولة بدعم من ضخ سيولة مؤسسية وأجنبية، إلى جانب السيولة الناتجة عن فك عدد كبير من الشهادات الادخارية مع بداية شهر يناير، ما قد يدفع متوسط قيم التداول اليومية للارتفاع من 6–7 مليارات جنيه إلى مستويات قد تصل إلى 10 مليارات جنيه.

وفي ختام حديثها، أشارت دعاء زيدان إلى أن زيادة ساعات التداول من شأنها تعميق السوق وزيادة كفاءته، رغم ما تمثله من إرهاق للعاملين في القطاع، مؤكدة أن عام 2025 كان من أفضل الأعوام التي شهدتها البورصة المصرية منذ سنوات طويلة، مع تفاؤل باستمرار الأداء القوي خلال عام 2026 بتسجله أداء أقوي