الطاقة النظيفة لم تعد رفاهية بل ضرورة للاقتصاد المصري
انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من منتدى المجتمع الأخضر بمشاركة واسعة من خبراء قطاع الطاقة، حيث ناقشوا مستقبل الطاقة النظيفة في مصر تحت عنوان: “الطاقة النظيفة.. رفاهية أم ضرورة للاقتصاد المصري”.
أكد الدكتور أمجد الوكيل، الرئيس السابق لهيئة المحطات النووية، أن مشروع الضبعة النووي يمثل مشروعًا قوميًا استراتيجيًا وليس مجرد مشروع تجاري، مشيرًا إلى أن نسب التنفيذ تجاوزت 33% حتى الآن ومن المتوقع وصولها إلى 42% بنهاية العام الجاري، على أن يشهد عام 2026 معدلات إنجاز أكبر مع الاستعداد لإدخال الوقود النووي.
وأوضح أن المفاعل تم تصميمه وفق أعلى معايير الأمان العالمية لتحمل التقلبات المناخية والأعاصير، لافتًا إلى أن المشروع سيسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 35 و40%.
من جانبه، قال المهندس إيهاب إسماعيل، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن الطاقة النظيفة أصبحت ضرورة ملحّة لضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها، موضحًا أن مصر تستهدف الوصول إلى 42% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030. وأضاف أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مع الشركات العالمية تسهم في تحقيق هذا الهدف، لاسيما بعد أن أثبتت الطاقة المتجددة دورها الحيوي في فترات انقطاع الكهرباء.
وأشار هشام الجمل، رئيس جمعية مستثمري الطاقة الشمسية “بنيان”، إلى أن مصر حققت نقلة نوعية كبيرة في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة منذ صدور قانون الاستثمار في 2014، موضحًا أن محطة بنبان بأسوان تُعد ثالث أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بقدرات تصل إلى 1465 ميجاوات، باستثمارات تتجاوز 2.2 مليار دولار. كما لفت إلى توقيع اتفاقيات لتنفيذ مشروعات كبرى تصل قدرتها إلى 28 جيجاوات، بينها محطة رياح بقدرة 10 جيجاوات باستثمارات أجنبية تبلغ 200 مليار دولار.
في السياق نفسه، أكد المهندس حاتم توفيق، العضو المنتدب لشركة “كايرو سولار”، أن القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية دون تحميل الدولة أعباء مالية كبيرة، مشيرًا إلى أهمية تطوير المحطات اللامركزية وإيجاد حلول لمشكلات تخزين الطاقة.
كما أوضح محمد عثمان، نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة “باورفيلد”، أن الشركة بدأت منذ 2013 في تصنيع الألواح الشمسية بقدرات 20 ميجاوات، وتوسعت في التصدير إلى دول مثل السودان وسوريا واليمن، مؤكدًا أن الشمس تمثل “ثروة وطنية” يجب استغلالها لتحقيق الاكتفاء الطاقي والتنمية المستدامة.
ويستعرض المنتدى هذا العام أبرز ملفات الاقتصاد الأخضر، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والطاقة الكهرومائية، ودورها في دعم مسار التحول نحو تنمية مستدامة للاقتصاد المصري.