هل تعلم أن السيارات الكهربائية ظهرت منذ أكثر من 130 عاما وحتى قبل السيارات التي تعمل بالوقود فكرة السيارة جاءت من الترام الكهربائي الذي ظهر عام 1875 في الإمبراطورية الروسية هذه القطارات ألهمت البريطاني توماس باركر ليبتكر أول سيارة تعمل ببطارية قابلة للشحن عام 1884
بينما اخترع الألماني كارل بنز أول سيارة تعمل بالوقود بنظام الاحتراق الداخلي عام 1886 وفي الحقيقة أول ما ظهر من السيارات كانت السيارات التي تعمل على البخار ثم السيارات الكهربائية وأخيرا سيارات الوقود التي تعمل بنظام الاحتراق الداخلي
وفي نهاية القرن التاسع عشر انتشرت بعض السيارات الكهربائية وكانت سرعتها تصل لنحو 15 كم/ ساعة إلا أنها اختفت لاحقا ولم تستطع المنافسة أمام التطورات في صناعة سيارات الوقود من حيث قدرتها على قطع مسافات أطول وسرعتها الأكبر وتوفر وانتشار محطات الوقود لكن مع تطور صناعة بطاريات الليثيوم والسعي لتخفيض الانبعاثات الكربونية تعود السيارات الكهربائية للواجهة وبميزات قد تتفوق بها على سيارات الوقود ويقدر عدد السيارات حول العالم حاليا بنحو 10 ملايين سيارة، ويتوقع لها أن تصل لنحو 145 مليون سيارة في عام 2030
وكان هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال،قد أعلن منذ أشهر، رغبته في إطلاق السيارة الكهربائية المصرية الأولى «E70»، بحلول منتصف عام 2022.
وعاد الوزير يطلق مزيد من المعلومات حول شراكة تجمع الشركة المُصنعة للسيارة الكهربائية، وهي «النصر للسيارات»، وشريك جديد صيني بهدف إتمام المشروع بنجاح وفي الوقت المُعلن عنه.
فيما أكد الوزير على أنه تم عرض تفاصيل ذلك المشروع على الجانب الصيني، ولا يزال الشريك يدرس المشروع بالوقت الحالي.
وجاءت تلك الخطوة عقب وقوع اختلافات في الاتفاق المُبرم بين «النصر للسيارات» والشركة الصينية «دونج فونج»، حيث رفضت تخفيض سعر أحد المكونات والتي تساهم في طرح الشركة المصرية للسيارة بسعر مُناسب للسوق المصري.
ويسعى وزير قطاع الأعمال إلى إنتاج العديد من السيارات الكهربائية بالسنوات المقبلة، موضحًا أن الوزارة على اتصال بثلاث شركات كخطط حالية تعاونية لإطلاق المزيد من السيارات المُكهربة، وفقًا لوكالة «بلومبرج» الأمريكية.
ولفتت وكالة بلومبرج الأمريكية إلى أنه ستتم زيادة الإنتاج للسيارات الكهربائية حتى 20 ألف سيارة سنويًا على مدار ثلاث سنوات، بداية من عام 2023، فيما سيشهد المشروع استثمار ملياري جنيه إسترليني أي 127 مليون دولارًا.
وأكدت على أن مصر تتحرك نحو مستقبل للسيارات الكهربائية، مُنظمة بذلك إلى مساعي الشرق الأوسط، وتابعت: «تكلف مصر شركة مملوكة للدولة ببناء سيارات بأسعار معقولة بالتعاون مع شركة صينية للاستفادة من طفرة الطاقة المتجددة».
وأشار الوزير إلى أن تلك السيارة الكهربائية الأولى، ستباع في الخارج بمبلغ 20 ألف دولارًا، وهو سعر يقترب من قيمة أقل السيارات في أوروبا سعرًا، وهي السيارة «داسيا سبرينج» التابعة للشركة الفرنسية لتصنيع السيارات «رينو».
بدايات طرح خطة إنتاج السيارة الكهربائية الأولى في مصر
وكان وزير قطاع الأعمال أعلن في يونيو الماضي، أنه بحلول منتصف 2022 ستبدأ الشركة إنتاجها للسيارة بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، جاء ذلك خلال زيارة إلى شركة النصر لصناعة السيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام.
فيما تفقّد الوزير، خلال الزيارة، السيارة E70 الكهربائية كاملة الصنع في شركة دونج فونج بالصين والتي تم استيراد 13 منها لعمل الاختبارات لها في الأجواء المصرية، وتعتبر هذه الخطوة ضرورية قبل الوقوف على المواصفات النهائية للسيارة التي سيتم إنتاجها محليا بمصانع شركة النصر للسيارات والتي ستحمل علامتها «نصر» المعروفة.
وناقش الوزير مع العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات المهندس هاني الخولي، والإدارة التنفيذية للشركة، بعض التفاصيل الخاصة بشحن الكهرباء من خلال مختلف أنواع الشواحن المتوفرة من خلال المحطات العامة الحالية ويبلغ عددها حوالي ٧٥ محطة مخطط زيادتها إلى 3000 محطة في السنة الأولى لإنتاج السيارة E70.
تعرف على أهم ما يميز السيارة «E70»
وأوضح رئيس شركة النصر للسيارات، المهندس هاني الخولي، تفاصيل بطارية أول سيارة كهربائية يتم تجميعها محليا في مصر، موضحًا أن أهم مميزات السيارة وقدرات البطارية أنها تتحمل استهلاكا مضاعفا في حالات السفر والسير لمسافات طويلة أو استخدام السيارة الكهربائية طوال اليوم.
وأشار«الخولي» إلى أن من أبرز مميزات السيارة، أنها صديقة للبيئة ولا تطلق انبعاثات وتساهم في تحسين جودة الهواء، بالإضافة إلى كون البطارية يمكنها أن «تعيش من 400-500 كيلومترًا»، موضحًا أن السيارات من ذات فئاتها، أقل في عُمرها على الأغلب وتصل إلى ما هو دون الـ 300 كيلومترًا في الشحنة الواحدة، متابعًا: «المعلومات المنتشرة عبر موقع (يوتيوب) عن عُمر البطارية مغلوطة لذا أوضّح حقيقتها».
واستكمل المهندس حول البطارية: «ثاني أهم حاجه (الباور) الخارج من بطارية السيارة، وهي شئ أساسي لأن المستهلك بيتأثر بـ(باور) العربية، وذلك عند استعمال السيارة بشكل متكرر فيما يتعلّق بالمطالع والمنازل أو تعبئتها البضائع وتحميلها بالأشخاص، والتعرّض لحالات الطريق المختلفة.. ولما يكون (باور) السيارة عالي بيساعد المستهلك».
وعن شحن تلك السيارت الكهربائية، أوضح رئيس الشركة أن لها طريقتين وهما: شحن بطئ أو سريع، والشحن البطئ يعني أن الأشخاص ستشحن السيارة في المنزل ليلًا، خلال ساعات نومهم، وتستغرق الشحنة 6-8 ساعات لتمتلئ البطارية بالكامل، أما الشحن السريع، فهو في حالة استهلكت السيارة في السيرة مسافة أكتر من 400-500 كيلومترًا في اليوم.
وتابع رئيس الشركة: «عادة لن تلجأ السيارة للشحن السريع إلا في حالات السفر أو نسيان شحن السيارة ليلًا.. ويمكن شحنها بالوقوف في وسط المدينة أو محطة بنزين أو أماكن الشحن التي ستصبح منتشرة على مستوى الجمهورية قريبًا، ويستغرق الشحن السريع 20-30 دقيقة ويمكن من بعدها السير مسافة 300 كيلومترًا بالسيارة».
في المقابل، ذكر معلومة آخرى خاطئة حول بطارية السيارة، بشأن عُمر البطارية، لذا طمأن رئيس الشركة «الخولي» الجميع مؤكدًا على أنه سيتم منح المشتري للسيارة ضمان 10 سنوات للبطارية، أي أن المستهلك للسيارة يمكنه استعمال البطارية والسيارة خلال 10 سنوات، من بعدها من الممكن أن تقل كفاءة البطارية وفقًا لاستهلاكها، واستطرد: «من الممكن أن تقل كفاءة السيارة بنسبة 20-30% وممكن البطارية تستمر لمدة 15 سنة».
واختتم كلماته، قائلًا: «البطارية في السيارة الكهربائية من تصنيع شركة (دونج فونج) بالصين، وهي الشركة التي تتسلم منها شركة تسلا (وهي شركة تقع في كاليفورنيا متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية) بطاريتها، وسيأتي موظفين من الشركة الصينية لتركيب البطاريات في مصر مع معاينتها»، فيما أعلن أن تركيب المعدات بالسيارة يستغرق 6 أشهر وفترة تجربتها تمتد نحو 3 أشهر، لذا سيتم إطلاق السيارة نهاية الربع الأول من عام 2022.
الاتفاق الأولي بين شركة النصر للسيارات والشركة الصينية «دونج فونج»
في سبتمبر 2019، زار وزير قطاع الأعمال العام، دولة الصين، وأجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين والمصنعين بشأن التعاون في إنتاج السيارات الكهربائية نظرًا لأن الصين تعد الأكثر تطورًا في هذا المجال عالميًا، كما زار سيادته شركة دونج فونج ومصانعها.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين شركتي النصر للسيارات، ودونج فينج، في يونيو 2020 لإنتاج السيارة «نصر E70»، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس نتيجة جائحة كورونا، وخاصة أن مقر الشركة الصينية يقع في مدينة ووهان. وعلى الفور وبعد توقيع مذكرة التفاهم، تم إجراء دراسة بين الجانبين أوصت فنيًا بإقامة المصنع بطاقة قصوى 50 ألف سيارة سنويًا، تبدأ في العام الأول بعدد 25 ألف سيارة، حيث من المقرر بدء الإنتاج في نهاية 2021 على أن تتوافر بالسوق المصرية في النصف الأول من عام 2022.
يهدف المشروع إلى وضع مصر على خريطة الدول المصنعة للسيارات وإعادة إحياء شركة النصر وعلامتها التجارية العريقة، الأمر الذي يسهم في خفض الواردات وفتح المجال للتصدير وتقليل مستوى التلوث والتوسع في مشروعات الكهرباء النظيفة وتوطين صناعة السيارات الكهربائية والسعي نحو تصنيع سيارة مصرية محليًا بنسبة 100%. ومن منظور الكفاءة الاقتصادية، تسهم السيارة الكهربائية في توفير تكاليف الوقود ومصروفات الصيانة، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الدفيئة وتحسين جودة الهواء.
ما هي شركة النصر وما أسباب اختفائها؟
«النصر للسيارات» شركة مصرية لصناعة سيارات الركوب وشاحنات النقل الثقيل، وهي تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وتعد أول شركة سيارات في مصر والشرق الأوسط، وهي تقع في وادي حوف بحلوان جنوب القاهرة، وتم تأسيسها 1959عام ضمن مشروع القيادة المصرية بهدف إنشاء مشروع قومي يقوم بنهضة صناعية كبرى.
فيما يعود تاريخ إنشاء شركة النصر لصناعة السيارات إلى صدور قرار وزاري عام 1957 بتشكيل لجنة تضم وزارة الحربية ووزارة الصناعة؛ لإنشاء صناعة سيارات «اللوري» والأتوبيسات في مصر، وتم دعوة شركات عالمية لإتمام المهمة، وبالفعل أسند هذا المشروع إلى شركة تحمل اسم «كلوكنر همبولدت دوتيز» Klöckner-Humboldt-Deutz (KHD)، الألمانية والمعروفة حاليا باسم «دويتز آ.جي» (Deutz AG).
وتم التوقيع على القرار عام 1959، ثم صدر القرار الجمهوري رقم 913 في 23 مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات، لتصبح ملكًا للحكومة المصرية.
أسباب تصفية وتدهور أعمال الشركة
بعد سنوات من الازدهار في مجال صناعة السيارات، دخلت الشركة في مرحلة من التدهور مع بداية التسعينيات، بداية من تشجيع الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر.
وقدمت عدة موديلات حديثة تلبي احتياجات المستهلك، وذلك مقارنة بما كانت تقدمه «نصر» من موديلات أوقف إنتاجها في مصانع «فيات»، منذ سنوات، حيث ظهرت ماركات أخرى مثل «سوزوكي وهيونداي وبيجو»، بالإضافة إلى «أوبل» التابعة لمصنع «جنرال موتورز مصر» العامل في مصر منذ نهاية السبعينايت، وفي ظل تلك المنافسة، تراجعت مبيعات «نصر» بشدة مما أدى إلى زيادة الديون المتراكمة على الشركة.
عودة الشركة للعمل مرة ثانية
عادت الشركة للعمل وطرح سياراتها بالأسواق، بداية من إقرار مجلس الشورى عودة الشركة للعمل في شهر مارس 2013.. أما عن أشهر «موديلات» الشركة كانت، سيارات فيات فهي من أبرز منتجات الشركة، التي استطاعت من خلالها بناء ثقة بينها وبين العملاء، حيث كانت السيارة الأكثر مبيعًا في مصر وقت إنتاجها، وأنتجت الشركة عدد من موديلاتها مثل «نصر 128، نصر 127، تمبرا، فلوريدا، نصر شاهين».