قالت رانيا جول، خبيرة أسواق المال العالمية، إن عام 2025 شكّل محطة فارقة في مسار البورصات العالمية والعربية، مع تداخل عوامل السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية وتسارع الابتكار التكنولوجي، ما دفع المستثمرين لإعادة هيكلة استراتيجياتهم الاستثمارية.
أولًا: حصاد البورصات العالمية في 2025
السوق الأمريكية: أداء قوي وتحديات تقييمية
قالت رانيا جول إن الأسهم الأمريكية حققت أداءً إيجابيًا خلال 2025، حيث اقترب مؤشر S&P 500 من مستويات قياسية محققًا مكاسب تجاوزت 17% سنويًا.
وأضافت أن قطاع التكنولوجيا واصل قيادة السوق، مدفوعًا بزخم الذكاء الاصطناعي، رغم تراجع أسعار النفط وتذبذب معنويات المستثمرين.
وأوضحت أن ارتفاع تقييمات أسهم التكنولوجيا، إلى جانب التقلبات الحادة في أسهم كبرى الشركات مثل Nvidia وMicrosoft، شكّل تحديًا رئيسيًا، ما دفع بعض المستثمرين إلى التوجه نحو الأسواق الدولية.
وأكدت أن السوق الأمريكية تظل جاذبة للاستثمارات طويلة الأجل، بشرط إدارة المخاطر وعدم الاعتماد الكامل على الأداء التاريخي.
السوق الأوروبية: قمم قياسية وتحول في شهية المستثمرين
قالت خبيرة أسواق المال إن البورصات الأوروبية سجلت مكاسب قوية في 2025، لينهي مؤشر STOXX 600 العام قرب مستويات قياسية.
وأضافت أن الأسواق الأوروبية، وعلى رأسها DAX الألماني، استفادت من انتعاش الطلب الصناعي وصعود قطاعات المال والطاقة والدفاع.
وأوضحت أن التحدي الرئيسي يتمثل في حساسية الاقتصاد الأوروبي لتقلبات الاقتصاد الأمريكي واختلاف سياسات الفائدة، متوقعة استمرار جاذبية أوروبا كوجهة تنويع استثماري خلال 2026.
السوق اليابانية: الأفضل أداءً عالميًا
قالت رانيا جول إن السوق اليابانية كانت من أقوى أسواق العالم في 2025، بعد صعود مؤشر Topix بنحو 23.7% ليغلق عند مستويات تاريخية.
وأضافت أن هذا الأداء جاء بدعم من التحفيز الحكومي واستقرار الين، ما عزز تنافسية الصادرات اليابانية.
وأوضحت أن قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعة قادت هذا الصعود، متوقعة استمرار جاذبية السوق اليابانية في 2026 إذا استمرت السياسات الداعمة للنمو.
السوق الصينية: نشاط اكتتابات وضغوط نمو
قالت إن الأسواق الصينية شهدت نشاطًا ملحوظًا في الاكتتابات العامة، خاصة عبر بورصة هونغ كونغ، ما ساهم في جذب رؤوس أموال جديدة.
وأضافت أن الأداء العام للأسهم ظل متباينًا بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي وضبابية العلاقات التجارية.
وأوضحت أن الصين تظل لاعبًا رئيسيًا على المدى المتوسط والطويل، لكن الاستثمار فيها يتطلب تقييمًا دقيقًا للمخاطر الاقتصادية والسياسية.
ثانيًا: حصاد الأسواق العربية في 2025
أبوظبي ودبي
قالت رانيا جول إن أسواق الإمارات سجلت تحركات إيجابية خلال 2025 بدعم من تحسن أسعار النفط وتدفقات السيولة الإقليمية.
وأضافت أن القطاعات غير النفطية لعبت دورًا مهمًا في دعم الأداء.
وأوضحت أن السوق الإماراتي يمتلك فرص نمو جيدة في 2026 مع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية والقطاعات الجديدة.
مصر
قالت إن البورصة المصرية تعرضت لتقلبات وتراجعات في بعض فترات 2025، متأثرة بالضغوط العالمية.
وأضافت أن انخفاضات المؤشر الرئيسي لم تمنع وجود فرص استثمارية جذابة.
وأوضحت أن السوق المصري قد يشهد تحسنًا ملحوظًا حال تبني سياسات اقتصادية داعمة تعزز الثقة وتستقطب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في الأسهم ذات التقييمات الجذابة.
السعودية
قالت خبيرة أسواق المال إن السوق السعودي شهد أداءً متباينًا خلال 2025، مع فترات صعود مدعومة بتحسن المعنويات العالمية.
وأضافت أن تقلبات أسعار النفط والعوامل الخارجية فرضت ضغوطًا في فترات أخرى.
وأوضحت أن السوق السعودي يمتلك أساسيات قوية على المدى الطويل، بدعم من توسع الشركات وزيادة نسب تملك الأجانب، مع ضرورة إدارة المخاطر على المدى القصير.
خلاصة وتوقعات 2026
قالت رانيا جول إن عام 2025 شهد توجهًا واضحًا نحو تنويع الاستثمارات بعيدًا عن الاعتماد الكامل على السوق الأمريكية.
وأضافت أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كانا المحرك الرئيسي للأسواق، رغم ما صاحبهما من مخاطر تقييمية.
وأوضحت أن أداء الأسواق في 2026 سيعتمد بشكل رئيسي على مسار النمو الاقتصادي العالمي، وسياسات الفائدة، وأسعار السلع الأساسية، مع بقاء التنوع الجغرافي في صلب الاستراتيجيات الاستثمارية الناجحة.
