سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

فنانة يهودية تبرعت للجيش المصري.. حكاية نجمة إبراهيم التي كانت تتجنب رؤية أفلامها

على الرغم من بدايتها الفنية كمغنية وراقصة ومنولوجيست، إلا أنها أصبحت واحدة من شر يـ ـرات السينما المصرية.. عندما ترى الشخصية التي تتقمصها على الشاشة تخاف منها، على الرغم من أنها في الحقيقة شخصية طيبة جدًا، إنها الفنانة نجمة إبراهيم.

ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم المحطات الفنية في مشوار “ملكة الر عب”.

اشتهرت الفنانة نجمة إبراهيم ببراعتها في أداء أدوار الشـ ـر، خاصة في دور “ريا” التي جسدت فيه شخصية سفـ ـا حة الإسكندرية، و”الإفيه” الشهير لها: “قطيعة.. ماحدش بياكلها بالساهل”، ذلك الدور الذي لعبته من خلال فيلمي “ريا وسكينة “عام 1953، و”إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة” عام 1955، كما قدمته مسرحيًا من خلال “السفاحة ريا”.

وأصبحت نجمة إبراهيم ، حبيـ ـسة لأدوار الشـ ـر في السينما ، وهو ما شاهدناه تباعًا في مجموعة من الأفلام منها “اليتيمتين” و”أربع بنات وضابط” و”ملاك الرحمة” و”جعلوني مجرمًا”، وغيرها، على الرغم من أنها على المستوى الشخصي هي أبعد ما تكون عن هذه القـ ـسـ ـوة والشـ ـر الذي قدمته حتى إنها في أحد الحوارات، قالت: إنها “لا تحب هذه الشخصية حتى إنها كانت تخـ ـاف من نفسها عندما تراها بهذا الشـ ـر”.

وبدأت نجمة إبراهيم – بوليني أوديون – التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1914، في القاهرة لأسرة يهودية، وهي شقيقة الفنانة الجميلة “راقية إبراهيم”، مشوارها الفني بعد أن تركت دراستها في مدرسة الليسيه بسبب حبها للفن من مسرح الريحاني، والغريب أنها لم تكن ممثلة بل مغنية وراقصة ومنولوجيست.

وكانت مرشحة بقوة لمنافسة أم كلثوم، وهو ما أكده الكاتب الراحل محمد شكري، في حديثه عنها قائلًا: “كانت تلقي المقطوعات المطربة والمنولوجات الاجتماعية ذات الصبغة الأخلاقية، وكانت تقابل في كل مرة تقف فيها على المسرح بعاصفة من التصفيق إعجابًا، ولو لم تكن ممثلة لكانت أم كلثوم أخرى”.

ومن أهم مسرحياتها التي غنت فيها مسرحية “شهرزاد” و”العشرة الطيبة” لسيد درويش، إلا أنها بدأت التمثيل لأول مرة بمسرحية “ابن السـ ـفـ ـاح”، وبعد ذلك انضمت لفرقة “فاطمة رشدي” و”بديعة مصابني”.

وبعد أن أشهرت إسلامها تزوجت من زميل لها في مجلة “اللطائف المصورة” عندما كانت تعمل فيها بشكل مؤقت، ولكنهما انفصلا.

وكانت تقيم ندوة صوفية أسبوعية للحديث في أمور الدين وأحكامه، حتى أن البعض أطلق عليها لقب “المتصوفة”.

وعرفت الفنانة نجمة إبراهيم بمواقفها الوطنية البارزة، وكانت مؤيدة لقيام ثورة يوليو عام 1952، على عكس شقيقتها راقية، كما أنها تبرعت بإيراد حفل افتتاح فرقتها المسرحية لتسليح الجيش المصري في الخمسينيات، وبعد انتهاء المسرحية صعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات- عضو مجلس قيادة الثورة في ذلك الوقت – للمسرح، ورفع يد “نجمة” عاليا تحية لها على موقفها.

وبلغ رصيد نجمة إبراهيم ، ما يقرب من 40 فيلمًا، ومن أهم الأدوار التي لعبتها دورها في فيلم “أنا الماضي”، و”الزواج” ، “الورشة” ، “عايدة”،  “رابحة”، “من الجاني”، “عنتر وعبلة”، ملاك الرحمة، عودة القافلة، الخطيئة، أسير الظلام ، “اليتيمتين”، “مغامرات عنتر وعبلة”، “كرسي الاعتراف”، “سر الأميرة”، “لحن حبي”، “ريا وسكينة”، “حب في الظلام”، “أربع بنات وضابط”، “جعلوني مجرما”، “رنة الخلخال”، “الجريمة والعقاب”، “لن أبكي أبدا”،  “المرأة المجهولة”.

وعا نت في أواخر حياتها من ضعف شديد في البصر، وقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، علاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بإسبانيا، وتم شفاؤها، وبعد شفائها عا نت نجمة إبراهيم ، من الشلل، واعتزلت الفن نهائيا، حتى رحلت عن عالمنا في 4 يونيو عام 1976وأوصت أن تُدفن في مصر.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *