سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

قصة محمد الدفراوي.. الفنان الغامض الذي عاش حياته في الظل ومشواره امتد لنصف قرن

انطلق من شمال الدلتا إلى القاهرة التي لا تنام بحثاً عن حلمه الفني، وحتى يحقق مطالب عائلته المحافظة أنهى دراسته الجامعية بالحصول على ليسانس الآداب في بداية الخمسينيات، ثم انتسب لمعهد الفنون المسرحية، ليصنع تاريخه الفني الذي يمتد لنصف قرن، أنه محمد الصغير أحمد الدفراوي الذي غادر عالمنا في عام 2011، عن عمر يناهز 82 عاماً.

جاءت بداية الدفراوي سينمائية قبل أن يتألق مسرحيًا وتليفزيونيًا، وعلى الرغم من عدم حصوله علي البطولة المطلقة، إلا أنه كان ضمن الصف الأول من حيث مشاركاته بالأعمال الفنية المختلفة، حيث قدم ما يقترب من 300 عمل فني خلال تاريخه.

وكان ظهوره الأول بلقطات معدودة في فيلم “سمراء سيناء” وهو ما زال يدرس بمعهد الفنون المسرحية، وبنفس الفترة شارك في فيلم “الله أكبر” وذلك في منتصف الخمسينيات، أما آخر أعماله فكان مسلسل “الصيف الماضي” الذي عرض في عام 2010.

وقبل أن يخوض الدفراوي أولى تجاربه التليفزيونية، أكتسب الشهرة عندما شارك في فيلم “حب ودلع”، ليتم ترشيحه وقيامه بالمشاركة في بطولة مسلسل “المطارد” الذي عرض في ستينيات القرن الماضي وجسد خلاله دور الضابط الباحث عن العدالة، ومن هنا وضع نفسه بين الكبار وأصبح أهم من يقوم بالأدوار الثانية بالسينما، ليشارك عمر الشريف ورشدي أباظة في فيلم “في بيتنا رجل”، ثم فيلم “ثلاث قصص”.

وتعتبر مرحلتي السبعينيات والثمانينيات الأهم في تاريخه الفني، فشارك في فيلم “غروب وشروق” مع رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار، ومع نور الشريف في “القاهرة والنَّاس”، كما جسد شخصية أبو جهل بحرفيه عاليه في مسلسل “على هامش السيرة”، واستمر تألقه في مسلسل “الأيام” الذي عرض قصة حياة الأديب الكبير طه حسين، أمام النجم أحمد زكي.

ليستمر الدفراوي في التألق والانتشار من خلال دوره المحوري في مسلسل “دموع في عيون وقحة” أمام النجم عادل إمام، حيث جسد دور رئيس المخابرات المصرية في الأحداث، وبسبب تميزه في الدور جسد أيضا نفس الشخصية أمام النجم محمود عبد العزيز في مسلسل “رأفت الهجان”.

ومن الشخصيات الوطنية والخيرة استطاع أن يصبح زعيم عصابة وشرير في فيلم “سلام يا صحبي” مع عادل إمام وسعيد صالح حيث جسد شخصية زعيم العصابة الملقب بالملك الطاغي.

ومع تنوع الأدوار بين الخير والشر وتميزه بتجسيد الشخصيات الدينية، بسبب تكوينه الجسماني وصوته الأجش، كان يعتبر من أكثر الممثلين مشاركة في الأعمال الفنية خلال فترة التسعينيات حيث شارك في مسلسلات “ألف ليلة وليلة”، و “الوسية”، و”الأبطال”، و”جمهورية زفتي”.

ومن الأفلام “عيون الصقر” أمام نور الشريف، و”الطريق إلي إيلات” أمام عزت العلايلي، كما تألق أمام عادل إمام في فيلم “الإرهابي” وجسد بتميز دور الكاتب المتفتح المطارد من جماعات الظلام، ثم مع أحمد زكي في “حسن اللول”، وأمام عادل إمام في فيلمي “رسالة إلي الوالي”، و”الواد محروس بتاع الوزير “.

وبسبب صوته القوي قام بالأداء الصوتي لشخصية ملك “أطلانطس” في النسخة العربية من فيلم الرسوم الأمريكي “القارة المفقودة”، وذلك مع بداية الألفية الحالية، ولأنه من الكبار الذي يعتمد عليهم النجم عادل إمام ظهر معه في فيلم “التجربة الدنماركية”، ثم رشحه إمامه أيضًا في فيلم “عمارة يعقوبيان”، وبنفس الفترة شارك المطرب محمد فؤاد في فيلم “هو فيه أيه”، وكريم عبد العزيز في فيلم “الباشا تلميذ”، وفِي التليفزيون تألق في تجسيد شخصية والد الشيخ الشعراوي بمسلسل “إمام الدعاة”.

وخلال مشواره الفني صنع لنفسه مكانة خاصة، وأبعد حياته الشخصية عن عمله، وحتي اثناء مر ضه لم يوافق أن يزوره أحد، واستطاع خلال مسيرته الفنية أن يفوز بمنصب وكيل نقابة الممثلين لفترة طويلة بسبب قربه من معظم الممثلين وخدمتهم، وعلى الرغم من ذلك لم يظهر منهم أحد عندما غادر الحياة بعد صراع طويل مع مـ ـر ض الكبد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *