سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

أنهى السرطان حياته وبكته جيهان السادات.. عبدالله غيث الفنان العملاق الذي رحل قبل تحقيق حلمه الأخير

عندما سُئلت الفنانة سميحة أيوب، عن الشخص الذي يستحق أن يُطلق عليه لقب “نجم المسرح” رأت أن لا أحدًا يصلح سواه، نجح على مدار مشواره الفني في انتقاء أدواره بعناية فائقة، ليؤديها بصورة جعلت النقاد يشيدون به، هو “عباس الضو” في “المال والبنون”، “شلش الحلوني” في “بوابة الحلواني”، “علوان البكري” في “ذئاب الجبل”، “حمزة” في “الرسالة”، و”أدهم الشرقاوي” في فيلم حمل نفس الاسم، هو “فارس المسرح العربي” عبدالله غيث.

ولد عبدالله غيث في 28 يناير في قرية كفر شلشلمون بمحافظة الشرقية، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1950، وكان من بين دفعته الفنان كرم مطاوع والفنانة سناء جميل، تخرج عام 1954، ليبدأ مشواره في عالم الفن بالتحاقه بالمسرح القومي.

ونستعرض أبرز حكايات مشوار عبدالله غيث، بحسب ما قاله نجل شقيقه الفنان رمزي غيث في تصريحات خاصة

– واحدة من بطولاته السينمائية القليلة، كانت من خلال فيلم يحكي سيرة “أدهم الشرقاوي”، وهو الاسم الذي اختاره لواحد من أبنائه، إذ أنجب 3 هم “الحسيني وأدهم وعبلة”.

– أمنية كان يحلم بتحقيقها عدد كبير من النجوم، هي تجسيد شخصية “الحسين” حفيد الرسول الكريم، وفي مقدمتهم عبدالله غيث، الذي كان حلمه على وشك أن يتحقق، بتقديم مسرحية “الحسين شهيدًا” إخراج كرم مطاوع، حتى اعترضت “الرقابة” على أن يجسد ممثل يؤدي أدوار سارق أو غيرها من الأنماط السلبية هذا الدور، فحاول مخرج العرض التحايل على الموقف، وعرضها في بروفات “جنرال” لمدة شهر، لمنح الأزهر فرصة أطول علّه يتراجع، الحيلة أرضت صنّاع العرض نسبيًا، لأنها أتاحت تقديم المسرحية أمام عدد كبير من الجمهور، وفكر غيث في الاعتزال إذا وافق الأزهر الشريف على تقديم العرض، حتى لا يظهر بأي دور آخر يتنافى مع قدسية “الحسين”، لكن مؤسسة الأزهر لم تتراجع.

– آخر أدوار عبدالله غيث، قدمه في مسلسل “ذئاب الجبل”، وظهر بشخصية “علوان البكري”، وهو نفس الدور الذي عُرض على الفنان الراحل صلاح قابيل، وبدأ بالفعل في تصوير عدد من مشاهده إلا أنه مات قبل استكماله، فاضطر المخرج مجدي أبو عميرة للتفكير في إسناد الدور لممثل آخر، بعد حذف ما تم تصويره، وبالفعل عُرض الدور على غيث، الذي قال “هتموتوني أنا كمان، أنا مش همثل الدور ده”، وحاول فريق العمل إقناعه حتى وافق، ليكون قدره أن يرحل هو أيضًا قبل أن انتهاء التصوير.

– كان يشارك في بطولة مسرحية “آه يا غجر” في أواخر أيامه، وهي الفترة التي شعر فيها أن المرض يداهمه، وأصر على استكمال العرض الذي كان يتبقى 4 أيام على الانتهاء منه، على أن يذهب بعد ذلك للطبيب، يحكي رمزي “كان يوم سبت عندما ذهبت أنا والحسيني نجله وعم حمدي وعادل ابن عمي رشاد معه للطبيب، الذي طلب عددًا من التحاليل، وتم حجزه بالمستشفى، واكتشفنا أنه مصاب بمرض سرطان الرئة، وأن الورم تشعب في جسمه”.

– عرض الرئيس الليبي السابق معمر القذافي على أسرة عبدالله غيث إرسال طائرة خاصة مجهزة طبيًا تنقله إلى أي مكان في العالم، ليتلقى العلاج، وذلك من شدة حبه في غيث أثناء الفترة التي تم فيها تصوير مشاهد “الرسالة” في ليبيا، يضيف رمزي “رحت للدكتور وعرضت عليه الأمر، فقال لي (للأسف المرض شديد الخطورة وسريع الانتشار، النوع اللي عنده مينفعش معاه يتحرك)”.

– السنوات الأولى التي قضاها من حياته في قريته، وحرصه الدائم على زيارة الأهل والأقارب، وعلاقته الطيبة بالجميع، وتواضعه كلها أسباب جعلت جنازته مهيبة، يتابع رمزي “حضر العزاء نجوم الفن، كل الناس بكت في العزاء بحرقة، وفي المستشفى زاره كل النجوم ليلى علوي وكريمة مختار اللي أصرت تدخل تشوفه”.

– حرصت زوجة الرئيس الراحل أنور السادات على حضور عزاء الفنان عبدالله غيث، وبكت لرحيله وكانت تتحدث عنه بقدسية شديدة جدًا، بحسب رمزي، إذ كان خبر الوفاة بعد فترة قصيرة من عرض مسلسل “الثعلب” الذي جسد فيه غيث شخصية “أنور السادات”، ورحل غيث في 13 مارس عام 1993.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *