كيف تتحدى اقتصاديات دول الخليج القوية العواصف العالمية خلال موسم صيف 2025؟ رؤية اقتصادية في زمن اللايقين
كيف تتحدى اقتصاديات دول الخليج القوية العواصف العالمية خلال موسم صيف 2025؟ رؤية اقتصادية في زمن اللايقين
وسط عالم يضج بالتوترات التجارية والصراعات الجيوسياسية، تبرز اقتصادات الخليج كلاعب استثنائي يحاول تخطي موجات الركود العالمية. في هذا السياق، يقدم الدكتور حسام الغايش، المستشار الاقتصادي لمجموعة الحملي وشركاؤه في المملكة العربية السعودية، تحليلاً شاملًا لمستقبل أسواق الخليج والعالم حتى نهاية صيف 2025، مستندًا إلى توقعات مؤسسات مالية كبرى، ومسلطًا الضوء على فرص الاستثمار والتحديات المحدقة بالمنطقة والعالم.
الاقتصاد الخليجي: قوة في مواجهة الاضطرابات
نمو مستقر رغم الضغوط
يرى الغايش أن دول مجلس التعاون الخليجي ستحقق نموًا اقتصاديًا بنحو 3.2% في عام 2025، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، على الرغم من الضغوط الناتجة عن تصاعد التوترات التجارية بين القوى الكبرى.
وأضاف: “السعودية والإمارات تتصدران مشهد النمو بفضل المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل رؤية 2030 ومعرض إكسبو دبي الذي لا يزال يحفّز قطاعات رئيسية.”
النفط ركيزة الاستقرار
وأوضح أن أسعار النفط المتوقعة بين 75 و85 دولارًا للبرميل، وفقًا لمؤسسة جولدمان ساكس، ستظل ركيزة حيوية لدعم الاقتصادات الخليجية، مشيرًا إلى أن تقلب الأسعار قد يمثل عامل ضغط على الموازنات مستقبلاً.
أداء متباين وثقة مستمرة
لفت الغايش إلى أن مؤشر السوق السعودية (تاسي) شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.8% في مارس 2025 ليصل إلى 11,746 نقطة، بينما حقق سوق دبي المالي نموًا بنسبة 1.2% بدعم من قطاعي السياحة والعقارات.
وأكد أن “اللاعبين الكبار مثل أرامكو وأدنوك لا يزالون يظهرون مرونة قوية، بفضل الطلب المستمر على الطاقة.”
التنويع ضرورة وليست رفاهية
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، حذّر الغايش من الاعتماد الزائد على النفط، داعيًا إلى تعزيز استثمارات القطاعات الواعدة مثل التكنولوجيا والطاقة النظيفة، معتبرًا أنها المحركات المستقبلية للنمو.
الاقتصاد العالمي: بين فخ التباطؤ وعاصفة الجيوسياسة
تباطؤ النمو وتضخم متصاعد
كشف الغايش أن التوقعات تشير إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.1% هذا العام، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار أزمة الطاقة في أوروبا.
وقال: “حتى الصين، رغم التوقعات بنمو 4.5% حسب بنك مورجان ستانلي، تواجه تحديات بسبب تشديد القيود التجارية الغربية.”
حرب تجارية بلا أفق
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية في أبريل 2025، تسببت في اضطرابات واضحة في الأسواق، مبينًا أن رد بكين بتقييد الاستثمارات الأمريكية عزز مناخ القلق لدى المستثمرين، وأثر على سوق السندات والسلع الأولية.
توترات جيوسياسية تؤجج الأسواق
وأضاف: “الشرق الأوسط والصراع الروسي-الأوكراني ما زالا يشكلان بؤر توتر تضغط على أسعار السلع وتقوّض ثقة الأسواق، ومن المرجح أن يستمر هذا التأثير حتى نهاية الصيف على الأقل.”
استشراف صيف 2025: أين تتجه البوصلة الاستثمارية؟
الخليج: جزيرة استقرار وسط الأمواج
توقّع الغايش أن تشهد أسواق الخليج استقرارًا نسبيًا بحلول سبتمبر 2025، بدعم من السياسات النقدية المتوازنة وحزم الاستثمارات الحكومية.
وقال: “قطاعات مثل السياحة، التكنولوجيا، والخدمات المالية ستكون في طليعة النمو، مع استمرار المشاريع الضخمة في ضخ زخم إضافي للاقتصادات.”
الأسواق العالمية: حذر مع فرص انتقائية
وأوضح أن الأسواق العالمية ستظل تعاني من ضغوط التضخم والسياسات الحمائية، غير أنه يرى أن الأسواق الناشئة، لا سيما الخليج، ستتفوق نسبيًا بفضل الإصلاحات الهيكلية ومتانة القطاعات غير النفطية.
نصائح استثمارية: كيف تتعامل مع صيف محفوف بالمخاطر؟
قدم الدكتور حسام الغايش مجموعة من التوصيات للمستثمرين، تتضمن:
تنويع المحافظ الاستثمارية، مع التركيز على الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات الحكومية.
رصد التطورات الجيوسياسية وتأثيراتها المحتملة على حركة التجارة وسلاسل الإمداد.
استهداف القطاعات المستقبلية في الخليج، خاصة الطاقة المتجددة والتقنيات المالية.
فرصة ذكية في قلب العاصفة
اختتم الدكتور الغايش تحليله بقوله:
“رغم العواصف الاقتصادية المتسارعة، فإن دول الخليج تمضي قدمًا برؤية واضحة وإمكانات قوية. ومع أن صيف 2025 قد يكون اختبارًا للمرونة، إلا أنه يحمل أيضًا فرصًا ذهبية للمستثمرين الأذكياء الذين يجيدون قراءة التحولات واستباق المخاطر.”