سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

اشتهرت ب”بهيجة بنت سلطح بابا”.. قصة إحسان شريف مع رئيس جمعية ” الحمير” والتي انتهت بالزواج

من النجمات المنسيات في الفن المصري والعربي الفنانة إحسان شريف التي يعرفها كل الجمهور العربي ببنت سلطح بابا في الفيلم الشهير والمحبب لدي الجميع ” إشاعة حب ” فخفة ظلها وتلقائيتها الشديدة جعلها في الذاكرة لدي كل الجمهور.

“من المؤكد أننا نحفظ حوار ذلك الفيلم : تعالى يا حسين، دوق الكريب سوزيت اللي عملاه مرات عمك برجليها.. قصدي بإيديها”، هذه الطريقة الساخرة التي تحدث بها يوسف وهبي “عبدالقادر النشاشئي” في فيلم “إشاعة حب”؛ كانت مؤشرًا للعلاقة التي تجمع بينه وزوجته “بهيجة بنت صطلح”، والتي قامت بدورها الفنانة إحسان شريف.

“الكريب سوزيت ده.. مفيش غير عيلتين بس هما اللي يعرفوا يعملوه.. عيلة طبق زادة وعيلتي أنا”، قالتها “بهيجة” بفخر، ليرد عليها يوسف وهبي ساخرًا: “آه عيلة صلطح برطع زادة”، الفيلم الذي استطاع مخرجه فطين عبدالوهاب أنَّ يقدم كوميديا مختلفة من خلال ممثلين معروف عنهم الجدية والدراما، ليقدم أنجح أفلام السينما المصرية.

“عبدالقادر يا بن النشاشئي”، “بهيجة يا بنت صلطح بابا”.. مجرد خناقة بين زوجين، ولكن الطريقة التي قُدمت بها كانت كفيلة بانتزاع الضحكات فتلك الشخصية حققت لها شهرة واسعة برغم أنها قدمت الكثير من الشخصيات والأدوار المهمة في أعمال سينمائية مع عدد من النجوم .

ولدت إحسان شريف في 15 من مايو عام 1921 في حلوان، وبدأت حياتها الفنية مع فرقة الهواة، واكتشفها المخرج زكي طليمات، الذي تزوجته بعد انفصاله عن زوجته الأولى الصحفية فاطمة اليوسف الشهيرة بـ”روز اليوسف”.

وكان طليمات قد أسس جمعية أطلق عليها جمعية الحمير بعدما أمر الملك فؤاد بإغلاق معهد التمثيل الذي أسسه طليمات أيضاً، وضم لها شخصيات بارزة منهم طه حسين، ونادية لُطفي، ولفيف من المثقفين، والذين كل منهم على لقب مقتبس من حظيرة الحمير مثل: «حرحور» و«صاحب بردعة»، فيم تنوّعت أنشطة الجمعية المدنية لتشمل محو الأمية وتشجير الأحياء وإنشا الحدائق.

عملت بفرقة “الريحاني”، ومنها انتقلت إلى فرقة “علي الكسار”، وفي العام 1947 انطلقت مسيرتها السينمائية بفيلم “هدية”.

قدمت إحسان شريف العديد من الأدوار المميزة، أبرزها فيلم “أين عمري”، عن رواية إحسان عبدالقدوس، “النمر الأسود”، “إشاعة حب”، “البوسطجي”، “صلاح الدين الأيوبي”، “أم العروسة”، “مضى قطار العمر”، “الغريب”، “الرصاصة لا تزال في جيبي”، وآخر أعمالها فيلم “شهد الملكة” مع الفنانة نادية الجندي.

استطاعت ترك بصمتها في عدد من الأعمال، مهما كان عدد المشاهد التي تقدمها، أبرزها مشاركتها في فيلم “أم العروسة” أمام عماد حمدي، وتحية كاريوكا، اكتفت طوال مشاهدها بـ”مصمصة الشفايف”، ولم تنطق كلمة واحدة إلا في نهاية الفيلم، الأمر الذي جعل حسن يوسف والذي جسد دور “شفيق” الذي يريد الزواج من الشقيقة الثانية، أنَّ يتهكم عليها “يعني نطقتي دلوقتي”.

ووفقًا لما قاله الكتاب محمود قاسم، فإن الفنانة الراحلة إحسان شريف، كانت لها مكانة في الوسط الفني، نظرًا لزيجتها الشهيرة بزكي طليمات.

وردًا على أن كانت قد كُرمت من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أكد قاسم، أنه في فترة السبعينات وتحديدًا عام 76، وخلال تولي رشاد رشدي رئاسة أكاديمية الفنون، كان ينظم عيدًا للفن، بحضور الرئيس السادات الذي حرص على تكريم عدد من الفنانات وإعطائهم مبلغ مالي كمعاش شهري، وأثنى “قاسم” على هذه الظاهرة، موضحًا أنها لم تستمر سوى ثلاث أو أربع سنوات، قائلاً: “دور النقابات في هذه الفترة كان ضعيف جدًا، وكانت النقابات مقلة في أداء خدماتها والأمر كان يتم بالمبادرات الشخصية”.

وعن الفترة التي سبقت رحيلها، قال قاسم أن ملامح العجز والشيخوخة كانت واضحة خلال مشاهدها في فيلم “النمر الأسود”، وإنها كانت تعمل وهي تكاد تقف على قدميها مما يعني إنها عملت لآخر لحظة حتى تتلق مقابل مادي موضحًا: “الحقيقة أن الصحافة الفنية لم تهتهم كثيرًا وأن هناك عدد من الفنانات من ضمنهم إحسان شريف، عندما يبتعدان عن الأضواء لم يعرف عنهم أحدًا شيئًا”.

رحلت إحسان شريف في 8 من سبتمبر عام 1985، تاركة إرثًا فنيًا خلد اسمها بعد رحيلها.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *