سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

“ترك الأزهر وقدّم عبد الحليم حافظ للسينما”.. محطات في حياة المخرج والممثل إبراهيم عمارة

الزاهد الذي تعلم الإخراج من المخرج الألماني فريتز كرامب.. أو مكتشف عبد الحليم حافظ في السينما الذي خاطر بإخراج فيلم لوجه جديد لا تعرفه السينما من قبل.. حفظ القرآن قبل أن يتم عامه العاشر، وكان يجهزه والده، أحد أعيان المحلة الكُبرى، ليكون شيخًا أزهريًا، ولكنه هوى الفن، محافظًا على أخلاقه ومبادئه.

الفنان إبراهيم عمارة المولود عام 1910 في المحلة الكبرى.. أحب الفن وهواه في مقتبل عمره، وأراد أن يتعلم الإخراج على يد المخرج الألمانى فريتز كرامب، فسافر لألمانيا خصيصًا، ودرس تحت إشرافه على مدار خمس سنوات، وكان يعمل هناك مساعدًا لكثير من أعمال المخرج الكبير.

عاد إلى مصر، وقام بإخراج عدد من الأفلام التسجيلية لكثير من الوزرات، وأخرج الأعداد الدينية الخاصة بالمناسبات الدينية كالحج ورمضان ومولد النبي من جريدة مصر الناطقة.

أول إخراج له كان فيلم «الستات في خطر» عام 1942، وتوالت أعماله الإخراجية فيما بعد؛ فقدم ما يزيد على 30 فيلما من أهمها (أحكام العرب وقلوب حائرة والقرش الأبيض وأشكي لمين وربيع الحب ولماذا أعيش والمال والبنون).

يُنسب الفضل له في تحمسه لإخراج أول أفلام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ «لحن الوفاء» عام 1955 مع شادية، فاعتذر عن إخراج هذا الفيلم كل من أحمد بدر خان وحسن الإمام بسبب عبد الحليم كونه وجهًا جديدًا.

يذكر أنه تحمس أيضًا وأنتج وأخرج أهم وأجرأ فيلم في عهد الملكية «مسمار جحا» عام 1951، وتم منع الفيلم من أول يوم تم عرضه ثم أفرجت عنه ثورة يوليو 1952 ليكون أول فيلم يعرض بعد قيام ثورة يوليو 1952.

قام بإخراج وإنتاج أول فيلم ديني جماهيري ناجح «هجرة الرسول» مع ماجدة الصباحي وإيهاب نافع، وأصبح هذا الفيلم أيقونة في جميع المناسبات الدينية إلى وقتنا هذا.

تميزت أعمال إبراهيم بالصبغة الدينية، وتميز الكثير من الجمل الحوارية في أفلامه بالآيات القرآنية المناسبة لأحداث الفيلم، وكان يرفض أعمالا كثيرة بأجر كبير لأنها ضد أخلاقه ومبادئه.

كان ضيف شرف في العديد من الأفلام كمجاملة لأصدقائه، وكان يقوم بدور الواعظ أو الشيخ أو المصلح الاجتماعي مثل أفلام (رابعة العدوية وبنت الأكابر وحبيب الروح).

اتجه للعمل في دولة الكويت عام 1962، وقدم أعمالا تليفزيونية هناك تبث روح الدعوة إلى الله، ثم سافر للسعودية لأداء فريضة الحج للمرة العشرين والأخيرة، وكان يتمني أن يموت هناك.

وافته المنية بعد عودته من رحلة الحج الأخيرة بشهرين في 23 مارس 1972 وأوصى بجعل شقته في المهندسين دارًا لتحفيظ القرآن الكريم، وكان الراحل قد أسس مسجدًا في مسقط رأسه في قرية بلتاج بالمحلة الكبرى.

وهو والد كل من المخرج حسين عمارة ومدير التصوير محمد عمارة.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *