سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

“قدم أول مسرحياته في الابتدائية”.. تعرف على مسيرة سعد أردش من موظف سكة حديد لأحد رواد المسرح

اكتشف موهبته في الفن منذ الطفولة، عندما أختاره مدرس اللغة العربية وهو في الصف الثالث الإبتدائى لعمل دور في عرض مسرحى بسيط، وكانت مفاجأة لجميع الحضور حيث إنهال عليه التصفيق عقب إنهاء المسرحية ومن هنا قرر أن يكون ممثلا، هو الفنان العظيم سعد أردش الذى يعد رائدا من رواد المسرح المصرى وأثرى المسرح بالكثير والكثير حتي ترك عالمنا.

سعد عبد الرحمن أردش من مواليد مدينة فارسكور بمحافظة دمياط حصل على بكالوريوس العلوم المسرحية عام ١٩٥٢ وليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام ١٩٥٥ كما حصل على الدكتوراة من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما، وعمل الفنان الراحل أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسا للبيت الفني كما كان عضوا في لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.

بدأ سعد أردش حياته موظفا بالسكك الحديدية واستخدم مخازنها في تقديم عروض مسرحية للهواة قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد بالقاهرة.

ثم ذهب أردش ومجموعة من زملائه خريجي المعهد إلى زكي طليمات والذي كان وقتها عميد للمعهد ومديرا للفرقة القومية للتمثيل وطلبوا منه الالتحاق بالفرقة لكنه اعتذر بضآلة ميزانية الفرقة وقتها والتي كانت لا تزيد عن ٧٠٠٠ جنيها ولن تكفى لدفع رواتب للمعينين الجدد مما حدا بأردش إلى تكوين فرقة حرة تعاون فيها مع كاتب ناشئ وقتها يدعى نعمان عاشور، وقدما من خلال هذه الفرقة عرضهما الأشهر “الناس اللى تحت” ولم تدم هذه الفرقة طويلا إذ أن أردش أوفد أواخر الخمسينات لبعثة دراسية بإيطالية وتفرقت السبل بأبناء هذه الفرقة أمثال سناء جميل وإبراهيم سكر وعبد المنعم مدبولي.

عاد أردش من بعثته أوائل الستينات محملا بأفكار المسرحي الألماني برتولت بريخت ونظريته في كسر الإيهام ليقرر تقديم عدد من مسرحياته أولها “دائرة الطباشير القوقازية”، وقد ظل أردش مخلصا لبريخت طيلة حياته حتى أن آخر مسرحية قدمها للمسرح القومى كانت “الشبكة” عام ٢٠٠٧ وهي عن نص بريخت “قيام وسقوط مدينة ماهوجني”، كما أسس أردش في الستينات مسرح الجيب والذي اضطلع بمسؤلية تقديم العروض التجريبية والطليعية وعمل مديرا له.

كانت السقطة الكبيرة لأردش هي إخراجه لمسرحية “هالو شلبي” للقطاع الخاص والذي يقدم أعمالا تجارية، فإنه على عكس كثيرين انزلقوا تجاوز هذه المرحلة سريعا ولم يكررها ثانية، ثم كان أن اختير كأول مدير لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

توفى مساء “الجمعة”  13 يونيو 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية الكاتب والمخرج والممثل سعد أردش عن عمر ناهز ٨٤ عاما بعد صر اع طويل مع المر ض، والفنان الراحل كان له تاريخ فني كبير وترك علامات واضحة في المسرح والسينما المصرية.

رحلته الفنية استمرت لقرابة ٤٠ عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله “سكة السلامة”، “المال والبنون” ،”عطوة أبو مطوة”، “الأسطى حسن”، “شباب امراة” وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح والسينما المصرية.

للراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث والترجمات أهمها “المخرج في المسرح المعاصر”، “خادم سيدين”، “ثلاثية المصيف”، “جريمة في جزيرة الماعز”، ” انحراف في مقر العدالة”، “أجوينى”، “بياتريس”، و”كارلو جولدوني” وهي سلسلة مسرحيات عالمية.

كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل “مجلة المسرح”، “فصول الإبداع الفني”، و”أعلام العراق”.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *