سي نيوز

الأخبار أينما كنت

أخبار

إعاقة أبكت زكي رستم ودفعته لاعتزال الفن حتى وفاته

اشتهر الفنان الراحل زكي رستم بتقديم دور الشرير ببراعة شديدة في الكثير من الأعمال الفنية، فهو ينتمي إلى مدرسة الاندماج، ويعتبر من أهم ممثلي السينما المصرية، وقد اختير من قبل مجلة “باري باتش” كواحد من أفضل 10 ممثلين في العالم.

ولد زكي رستم في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن الماضي، ووالده هو محرم بك رستم، والذي كان عضواً بارزاً بالحزب الوطني، وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.

رفض رستم استكمال تعليمه الجامعي، واختار هواية التمثيل، حيث التقى بالفنان عبد الوارث عسر، والذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية وكانت هذه نقطة التحول في حياته.

وبعد وفاة والده تمرد على تقاليد الأسرة العريقة معلناً انضمامه إلى فرقة جورج أبيض، فطردته أمه من السرايا، بعدما خيرته بين الفن والتحاقه بكلية الحقوق، فاختار المسرح فأصيبت بالشلل حتى وفاتها.

انضم إلى فرقة “عزيز عيد” ثم تركه بعد شهور لينضم إلى فرقة “اتحاد الممثلين” لكن لم يستمر فيها طويلاً وتركها، ثم انضم إلى “الفرقة القومية” وكان يرأسها في ذلك الوقت الفنان “خليل مطران” وظل فيها عشرة أعوام كاملة.

اختار المخرج محمد كريم الفنان زكي رستم ليشترك في بطولة فيلم “زينب” الصامت أمام الفنانة بهيجة حافظ، ثم انطلق في السينما، وقدم عدد كبير من الأفلام السينمائية الهامة، ومنها: “الوردة البيضاء”، “العزيمة”، “هذا جناه أبي”، “ياسمين”، “النمر”، “بنت الأكابر، “صراع في الوادي”، “رصيف نمرة 5″، “أين عمري”، “الفتوة”، و”لن أبكي أبدا”، و”الهاربة”، و”امرأة على الطريق”، و”نهر الحب” و”أنا وبناتي”، و”بقايا عذراء”، “الحرام”، “وأجازة صيف”، وغيرها من الأعمال، فقد بلغ رصيد زكي رستم الفنى 240 فيلماً ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلماً فقط.

عانى زكي رستم في أوائل الستينيات من ضعف السمع، وأعتقد في البداية أنه مجرد عارض سيزول مع الوقت، وأنه بحفظه لدوره جيدا وقراءته لشفاه الممثلين أمامه قد يحل المشكلة، لكن ذلك  لم يحدث.

وفي آخر أفلامه “إجازة صيف” كان قد فقد حاسة السمع بشكل كبير، وكان يرفض الاستعانة بسماعة إلكترونية، خصوصاً أن السماعات كانت ما زالت بأسلاكها وبطاريتها ظاهرة للعيان إلى جانب أنها تقيد من طريقته في الاندماج.

وعندما كان المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحظاته كان لا يسمعها، وهوما أحزنه كثيراً، حتى أنه في إحدى المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف.

زكي رستم أحس بثقل تلك الإعاقة على طاقم العمل، والذين وجد منهم صعوبة في التواصل معه خلال شرح المشهد المطلوب تصويره، فزاد عليه ذلك من التوتر والحزن ما جعله يتخذ قرارا ياعتزال التمثيل نهائياً عام 1968، وابتعد عن الناس بعد فقدانه حاسة السمع تدريجياً، فقد قضى نحو 6 أعوام قبل وفاته وحيدًا ومنعزلًا عن الأضواء والشهرة.

وكان زكي رستم يقضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، بعدما قدَّم أكثر من 240 فيلماً، لكن الشهير منها والموجود 55 فيلماً فقط.

بعد ذلك أصيب الفنان الكبير زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي 15 فبراير 1972 توفي زكي رستم عن عمر يناهز 68 عام، ولم يمش في جنازته أحد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *